سورة طه - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إلى موسى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي} أي من مصر. {فاضرب لَهُمْ طَرِيقاً} فاجعل لهم، من قولهم ضرب له في ماله سهماً أو فاتخذ من ضرب اللبن إذا عمله. {فِى البحر يَبَساً} يابساً مصدر وصف به يقال يبس يبساً ويبساً كسقم سقماً وسقماً، ولذلك وصف به المؤنث فقيل شاة يبس للتي جف لبنها، وقرئ: {يبْسا} وهو إما مخفف منه أو وصف على فعل كصعب أو جمع يابس كصحب وصف به الواحد مبالغة كقوله:
كَأَنَّ قُتُودَ رَحْلِي حِينَ ضَمَّت *** حَوَالِبَ غُرزاً وَمَعِيَ جِيَاعاً
أو لتعدده معنى فإنه جعل لكل سبط منهم طريقاً. {لاَّ تَخَافُ دَرَكاً} حال من المأمور أي آمنا من أن يدرككم العدو، أو صفة ثانية والعائد محذوف، وقرأ حمزة {لا تخف} على أنه جواب الأمر. {وَلاَ تخشى} استئناف أي وأنت لا تخشى، أو عطف عليه والألف فيه للإِطلاق كقوله: {وَتَظُنُّونَ بالله الظنونا} أو حال بالواو والمعنى ولا تخشى الغرق.


{فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ} وذلك أن موسى عليه السلام خرج بهم أول الليل فَأُخْبِرَ فرعون بذلك فقص أثرهم، والمعنى فأتبعهم فرعون نفسه ومعه جنوده فحذف المفعول الثاني. وقيل: {فَأَتْبَعَهُمْ} بمعنى فأتبعهم ويؤيده القراءة به والباء للتعدية وقيل الباء مزيدة والمعنى: فاتبعهم جنوده وذادهم خلفهم. {فَغَشِيَهُمْ مِّنَ اليم مَا غَشِيَهُمْ} الضمير لجنوده أوله ولهم، وفيه مبالغة ووجازة أي: غشيهم ما سمعت قصته ولا يعرف كنهه إلا الله. وقرئ: {فغشاهم ما غشاهم} أي غطاهم ما غطاهم والفاعل هو الله تعالى أو ما غشاهم أو فرعون لأنه الذي ورطهم للهلاك.


{وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هدى} أي أضلهم في الدين وما هداهم وهو تهكم به في قوله: {وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرشاد} أو أضلهم في البحر وما نجا.

8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15